"نهرع لأقرب صيدلية لشراء ما لذ طعمه وانخفض سعره لدى إصابة احد أطفالنا بالحرارة أو السعال ونعطيهم من الأدوية ما لذ وطاب، دون أن نعرف شيئا عن مضاعفاتها أو استعمالاتها.
نتصرف وكأننا أطباء تخرجنا من اعرق الجامعات ، لا بل نصف الوصفات الطبية لغيرنا دون أن ندرك أن ما قد ناسب طفلنا صدفة لا يناسب طفلا آخر يعاني من نفس الإعراض ، فهناك عشرات الأدوية المخفضة للحرارة والسعال والالتهاب ،تزخر بها أرفف الصيدليات، بألوان وإشكال عدة، تباع دون وصفات طبية يستسهل الناس شراؤها دون أن نكلف أنفسنا عناء استشارة الطبيب المختص بتشخيص الداء وصرف الدواء.أكدأطباء الأطفال وخبراء الأدوية أن أدوية الأطفال تتحول بعد ثلاثة أسابيع من استخدامها إلى مواد سامة، رغم أن صلاحيتها قد تنتهي بعد عامين أو أكثر ومنها أدوية الكحة والسعال ومخفض الحرارة والمضادات الحيوية ، لأنها تكون عرضة لنمو البكتيريا والفطريات وينصح بالتالي التخلص منها بعد الاستعمال حتى لا يتعرض الأطفال للخطر.
علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي أفاد بان صلاحية الأدوية وتحديدا أدوية الأطفال كالشراب والمراهم والمضادات الحيوية تتحول بعد فترة من استخدامها إلى مواد سامة لأنها تكون عرضة لنمو البكتيريا والفطريات بعد أسابيع من استخدامها بغض النظر عن مدة صلاحيتها والتي قد تنتهي بعد عامين أو ثلاثة أعوام حتى لو تم حفظها داخل الثلاجة أو في ظروف تخزين جيدة.
وطالب الأهل بعدم إعطاء أدوية السعال وطارد البلغم والأدوية المخفضة للحرارة للأطفال بعد استخدامها حتى ولو كانت صلاحيتها لم تنتهي بعد. أما الأدوية الأخرى التي يستخدمها الكبار والتي غالبا ما تكون على شكل حبوب فلا ضرر من استخدامها بعد فترة طويلة ما دامت صلاحيتها لم تنته بعد وما دامت محفوظة في درجات الحرارة المحددة على العبوة وليست عرضة لأشعة الشمس.
ويقول علي السيد: بعض الشركات تضع تاريخا محددا لانتهاء صلاحية الدواء وبعضها لا يحدد التاريخ وإنما يتم تحديد الشهر وهناك نظامان البريطاني والأميركي، وحسب النظام البريطاني إذا كانت صلاحية الدواء تنتهي في شهر أبريل فالصلاحية تنتهي مع بداية الشهر عكس النظام الأميركي الذي تنتهي فيه الصلاحية في نهاية الشهر وحتى لا يقع المريض أو المستهلك في هذه المشكلة يجب عليه أن ينظر قبل شراء الدواء لمدة صلاحية الدواء ومن حقه أن يرفض إذا كانت صلاحية الدواء قد شارفت على الانتهاء ويطلب دواء غيره.
ويشير مساعد مدير مستشفى الوصل إلى أن الأدوية سلاح ذو حدين ولا يجوز استخدامها بطرق عشوائية ولا يجوز أيضا استعمالها دون استشارة الطبيب فأحيانا قد يعاني الطفل من كحة وتأتى الأم وتعطي أي دواء متوفر لديها للكحة لهذا الطفل دون معرفة الأسباب التي أدت إلى الكحة وبهذه الحالة قد تستخدم الدواء لفترة دون أن تختفي أعراض المرض وبعدها تذهب إلى الطبيب لتكتشف أن هذا الدواء غير مناسب، ومثل هذه الحالات حدثت وما زالت تحدث إما لعدم وعي الأهل أو لاعتقادهم بأن أي دواء للكحة يمكن أن يؤدي الغرض.
وقال أن أدوية الأطفال والتي غالبا ما تكون عبارة عن شراب يتم تناوله عن طريق الفم، فوضعها يختلف تماما عن الأدوية الأخرى، حيث إن معظم هذه الأدوية ومنها على سبيل المثال أدوية الكحة والسعال والحرارة والمضادات الحيوية ومراهم الجلد والعين تفقد صلاحيتها بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من فتحها وقد تتحول إلى مواد سامة وتحدث مضاعفات خطيرة في حالة تناولها حتى لو كانت صلاحية الدواء المذكورة على العبوة لم تنته بعد.
وبالتالي يجب على الأمهات تحديدا لأنهن المسؤولات بالدرجة الأولى عن إعطاء الأدوية للأطفال مراعاة هذه النقطة المهمة، ويجب عليهن عدم إعطاء الأطفال أدوية سبق وان تم استخدامها قبل فترة، حتى ولو كانت ظروف تخزينها مطابقة تماما للإرشادات الملصقة على العبوة بل يجب عليهن التخلص من مثل هذه الأدوية وعدم إعطائها للأطفال مرة أخرى لأنها تكون عرضة لنمو البكتيريا التي تتحول فيما بعد إلى مادة سامة أو ممرضة.
انتبه
مخاطر الأدوية التي تباع بدون وصفة
* إن قدرة الأسبرين على تسييل الدم يمكن أن يشكل مشكلة لبعض المرضى الذين يعانون أصلا من ميوعة دمهم. وأحيانا يخفي الأسبرين أعراض التهاب أو مرض خطير.
* مضادات الهستامين (أدوية الحساسية) ترفع ضغط الدم، الأمر الذي يؤذي كثيراً فئة الدم AB وA ويعرضهما للخطر.
* تسبب ملينات المعدة الإمساك، إذا ما تم استخدامها على المدى الطويل، لأنها تشوش عملية صرف الفضلات الطبيعية.
* غالبا ما يكون لأدوية السعال ومشاكل الحلق والصدر آثار جانبية غير مرغوب فيها، منها ارتفاع ضغط الدم ، الدوار والنعاس."